Nak ILMU kenalah BELAJAR nak belajar kenalah BERGURU - BERGURU hanya pada yang TAHU ... Selamat Belajar!!!
KOMEN anda terhadap mana-mana BAHAN yang disiarkan boleh menambahkan kebolehan anda berbahasa ARAB...
Mudahnya...CARANYA: Komen sekadar mampu, tanya mana tak tahu itulah cara nak dapat ilmu.
SEMUA PENGUNJUNG DIBENARKAN MEMBERIKAN KOMEN PADA MANA-MANA ARTIKEL/BAHAN YANG TERDAPAT DALAM BLOG INI - TANPA PAYAH MENDAFTAR TERLEBIH DAHULU. Walau bagaimanapun terima kasih pada pengunjung yang sudi MENDAFTAR demi menjalin "Ukhuwah" yang lebih "Akrab".
Terima Kasih!
Ambuyat!

PANDUAN PENGGUNA - BACA INI DULU - PENTING

HOME - MUKA HADAPAN
INTRO-JBBA-AMBUYAT
TEKS RUJUKAN
TIPS BERGUNA - Mesti KLIK
JBBA-Bersama AMBUYAT-MUDAH
CUBA-TRY-TEST

UNTUK YANG INGIN MENCUBA
Kertas Kerja KIBAR
(Right CLICK and OPEN Link in New TAB/WINDOWS)

gif Pictures, Images and Photos

DENGAR BUNYI ENJIN KERETA DI ATAS
(Sila KAWAL volume speaker computer anda)
(Right KLIK and OPEN Link in New TAB/WINDOWS)
BUNYI SETERUSNYA DI SINI
MACAM-MACAM BUNYI..!!!.
(Dah puas MAIN...???... tu...laa sampai tak ingat BELAJAR)
Karikatir 3arab seminggu!!!
Al-3arabiyah.net

KELAS-JBBA-BERSAMA AMBUYAT-BACA-KOMEN

TATA BAHASA - CONTOH Baru..!!! حاجة جديدة
PELAJARAN - PERTAMA - M/S:1
PELAJARAN - KEDUA - M/S: 2
PELAJARAN - KETIGA - M/S: 3
atau.....
PILIH TAJUK YANG ANDA SUKA

DENGAN MENGKLIK DI SINI
---------------------------------------------------------------------------
ِANA SANGAT MENCADANGKAN YANG INI..
..Mesti CUBA... sungguh MUDAH dan menyeronokkan!!!
Learn Arabic for Free
(Ana dah TRY yg ni... memang BAGUSSS!!!)
Disahkan BAGUS oleh lever Brothers..hehehe!!
barulah betul2...serious nak belajar!
--------------------------------------------------------------------------
Forum Mari Belajar Bahasa Arab di:
1- TKO
2- TKOdialy
--------------------------------------------------------------------------
atau.....
DENGAN MENGHANTAR ULASAN atau ARTIKEL KE-

KLIK Terus di sini :

TERKINI DARI - JBBA - BERSAMA AMBUYAT


Yeux Pictures, Images and Photos
KOMEN ANDA : DENGAN MENGKLIK DI SINI اقرأ قبل التعليق
comment Pictures, Images and Photos

19 Disember 2009

الهجرة والتخطيط لعام جديد

الهجرة والتخطيط لعام جديد

بقلم حسين العسقلاني



مع تتابع الأيام، ومرور الشهور والأعوام، يأتي حادث هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرَّمة إلى المدينة المنورة ليذكرنا دائمًا بمجموعة من الدروس والعبر غاية في الأهمية، وقد أبدع العلماءُ والكتّابُ قديمًا وحديثًا في استخراج هذه الدروس وتلك العبر.

ولا أدَّعي أنني قرأت كلَّ ما كتبه سادتنا وعلماؤنا حول هذا الحدث العظيم والجليل، وإنما قبسًا منه، ورأيتُ مما أفاض الله به عليهم من نور الحكمة ودقة الفهم ما تقرُّ به العين ويسعد به القلب.

ولكني أردت أن أقف على ملمحٍ مهم للغاية – وقد عالجه العلماء بتوسع أيضًا – غير أني أردت أن أربطه بواقع كلٍ منا، ألا وهو الهجرة والتخطيط لعام جديد..

ورغم أن خطة الرسول صلى الله عليه وسلم للهجرة وما بعدها، لم تكن خطة عام واحد، وإنما كانت لمرحلة كاملة من الدعوة إلى الله عز وجل، ولم تكن لفرد واحد أو أسرة واحدة أو قبيلة بمفردها، وإنما كانت لأمة ممتدة زمانًا ومكانًا - رغم هذا كله - إلا أننا نعرض هنا إمكانية أن كلاً منَّا يستطيع أن يضع خطة لنفسه وأسرته وعائلته بل وأمَّته أيضًا..


سؤال وسؤال !

إن السؤال الذي يطرح نفسه كل يوم، بل كل ساعة هو ماذا أفعل خلال هذه الساعة أو هذا اليوم؟

ويزاد الأمر إلحاحًا مع مرور الشهور تباعًا، ويبلغ الأمر ذروته مع قرب انتهاء العام وبداية عام جديد، قال الله تعالى "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا" (الإسراء: 12).

فماذا ستفعل خلال عام قادم ؟!

إن هذا السؤال يقودنا إلى سؤال أصعب منه وهو ماذا فعلت خلال عام بل أعوامٍ مضت؟!

لا شك أن البعض أحسنَ، ولا شك أيضًا أن الكثير نادم لشعوره أنه لم يحسن، وأن الأمور كانت لتسير بشكل أفضل لو أحسن التخطيط لها..

وحتى لا ندور في فلك ما مضى، دعونا نبدأ معًا صفحاتٍ بيضاء نقية صافية، وحتى تكون تلك الصفحات ناصعة البياض دعونا نملأ سطورها الأولى بالاستغفار وحسن التوجه إلى الله أن يوفقنا إلى تدّبر أمرنا، وأن يصلح حالنا..




نقاط خطتنا عشرة فأتقنوها !!

مذ كنت في الثانوية، ومع بداية كل عام هجري أو ميلادي بل ومع تاريخ ميلادي الهجري والميلادي أيضًا، كنت مع كل مناسبة من هذه المناسبات أحاول وضع خطة للعام اللاحق لكلٍ منها، وكانت الخطة تخرج بسيطة لكنها كانت تعبر عن حاجاتي وما أريده في تلك المرحلة، وأذكر من بنود تلك الخطط متابعة مجلات كذا وكذا (إسلامية شهرية) وشراء كتب كذا وكذا (ثقافية عامة) وتوفير بعض المصروف اليومي لتنفيذ عناصر الخطط ..

ورغم أن الكثير من القراء يفوقون كاتب هذه السطور في مجال وضع الخطط ومتابعة تنفيذها إلا أنني أرى أن بنود أو عناصر هذه الخطة البسيطة الهادفة ينبغي ألا تخلو من محورٍ من هذه المحاور:

أولا: الجانب الإيماني

كيف حالك مع الله الآن وفيما مصى؟ وهل تريد أن تظل على هذه الحال أم تريد أن ترتقي ؟ إذن فضع في خطتك في هذا الجانب حالك مع تدبر القرآن، ومع قيام الليل والتهجد والذكر، فضلا عن صلاة الجماعة، والسنن الراتبة، وابدأ يومك دائمًا واختمه بالاستغفار..

ثانيًا: الجانب الدعوي

وهو ثمرة الجانب الإيماني، فالإناء – كما يقولون – لا يفيض إلا إذا امتلئ، فلن تكون داعية بحق إلا إذا امتلأ قلبك إيمانًا وصدقًا مع الله عز وجل، ومن ثَمَّ تشعر بمسئولياتك تجاه إصلاح الناس، وسل نفسك دائمًا هل تقوم بالدور المطلوب منك تجاه دعوتك أم لا؟

ثالثًا: الجانب العلمي

وأقصد به هنا التخصص العلمي، سواء كان دراسة في إحدى دور العلم (معهد أو جامعة ..) أو كان عن طريق التلقي عن أحد العلماء، فماذا حصّلت من علمٍ في تخصصك، وماذا تنوي أن تحصّل، وهل أعددت العدة لذلك من وقت وجهد ومال، فكما قال يحيى بن معين: لا يستطاع العلم براحة الجسم.

رابعًا: الجانب الثقافي

وهو أوسع دائرة من الجانب العلمي، لكنه أقل تخصصا، وهو المشهور بقولهم: اعرف شيئًا عن كل شيء، فماذا تتابع من أخبار، وأي كتب عامة تقرأ، وكيف علمك بما على الساحة الآن من طرح لمختلف القضايا، ثق أن هذا الجانب سيساعدك كثيرًا في اتخاذ قرارات مناسبة..

خامسًا: الجانب الصحي

الكشف الطبي، وإجراء التحاليل حتى ولو لم تعاني من أي أمراض، وقد يرى البعض هذا الأمر مبالغةً، غير أن الواقع يشهد بأن الكثير من الأمراض قد تنشأ بسيطة بحيث لا يظهر لها أعراض، وتستفحل بعد ذلك – عافانا الله جميعًا - خاصة في عصر الإشعاعات والتلوث بكافة أصنافه.. ومن هنا أرى هذا لزامًا على كلٍ منا – وإن كان مرتفع التكلفة إلا أنها في محلها - وكذلك يدخل في هذا الجانب الاعتناء بالنظافة العامة، والتجمُّل وغير ذلك من هذا الباب..

سادسًا: الجانب المالي

ما هي خطتك وخطواتك في تنمية مالك إن كان لك، أو إيجاده إن لم يكن، فكثرة المال ليست عيبًا فنعم المال الصالح للرجل الصالح كما قال صلى الله عليه وسلم، ولا يتنافى هذا مع الزهد، ما دامت الدنيا في يدك وليست في قلبك، فلا بأس بوضع خطة لتنمية مالك لتطعم وتنفق مما وسع الله عليك.

سابعًا: الجانب المهني أو الوظيفي

لا بدّ وأن تتضح لدى كل منا أهدافه وطموحاته المهنية والوظيفية، ولا بدّ أن يطّور نفسه من خلال الدورات التدريبية المتخصصة في مجال عمله أو مهنته، وأن يراعي في ذلك ميوله ومهاراته لينميها، ويصقل ما لديه من قدراتٍ، حتى يكون إنتاجه وفيرًا وذو جودة عالية، وينعكس ذلك – دون شك – على حياته فيعيش راضيًا مطمئنًا.

ثامنًا: الجانب الأسري

مما ينبغي ألا يغيب عن ذهن كل منا أثناء وضع خطته؛ أسرته (الزوجة والأولاد) ، وكيف يرتقي بهم علميًا وتربويًا، وينتقل بهم من حَسَنٍ إلى أحسن، وأما غير المتزوج فسيكون هذا الجانب في خطته في طور الإعداد، حيث البحث عن الزوجة الصالحة، أو إتمام مراحل الخطوبة والعقد، وأن تكون خطواته واقعية وملائمة لأحواله المعيشية.

تاسعًا: الجانب العائلي

وهو أوسع دائرة من الجانب الأسري، وهذا الجانب يشمل الأهل والأصهار، وهو جانب من الأهمية بمكان، حيث تتصدر صلة الرحم في الإسلام مكانة عظيمة، ولا أخفيكم سرًا فأنا أضع صلة الرحم كأحد الموارد المالية، يقينًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يُبسط له في رزقه أو يُنسأ له في أثره فليصل رحمه".

عاشرًا: الجانب الاجتماعي

وهو أكثر اتساعًا من الجانبين السابقين (الأسري والعائلي) فهو يشمل كافة المعارف والأصدقاء والجيران وزملاء العمل، وكلٌ له خصوصية في التعامل، ويشمل أيضًا من نتواصل معهم عبر الإنترنت وغيره من الوسائل الحديثة، وهؤلاء لا بدّ أيضًا من وضع النقاط على الحروف في التواصل وحسن التعامل معهم لحتمية التأثير والتأثر بهم..


بين التخطيط والتوكل على الله

مما لا شك فيه أن مثل هذه النقاط – رغم بساطتها – إلا أنها تستوعب حياة الإنسان، وتحتاج عند وضعها في خطة عملية واقعية إلى بعض الوقت والجهد، حتى تؤتي ثمارها المرجوّة بإذن الله..

ومع الأخذ بكل الأسباب – قدر الإمكان – إلا أننا يجب ألا ننسى دائمًا الاعتماد الكامل والتوكل على الله عز وجل، والارتباط به دائمًا وأبدًا، والإكثار من الدعاء بالتوفيق لما يحب ويرضى..

وأختم بقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله:

[وكم من خطة يضعها أصحابها فيبلغون بها نهاية الإتقان تمر بها فترات عصيبة لأمور فوق الإرادة أو وراء الحسبان.. ثم تستقر أخيرًا وفق مقتضيات الحكمة العليا، وفي حدود قوله تعالى: "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"يوسف: 21"]
المقال على الرابط أيضًا
الهجرة والتخطيط لعام جديد
تم نشر المقال على موقع قصة الإسلام على الرابط
الهجرة والتخطيط لعام جديد
يُرجى الإشارة إلى الرابط عند النقل ، وجزاكم الله خيرًا

14 Disember 2009

جائزة ماليزية للقرضاوي

جائزة ماليزية للقرضاوي


الشيخ يوسف القرضاوي حصل على عدة جوائز عالمية (الجزيرة نت-أرشيف)

اختارت حكومة ماليزيا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي لتمنحه جائزة الهجرة النبوية لهذا العام في احتفال سيقام الجمعة المقبل.

واختار المنظمون القرضاوي -حسب بيان من مكتبه تلقت الجزيرة نت نسخة منه- "تقديرا لعلمه وعطائه وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين ونشر الثقافة الإسلامية وتنبي قضايا الأمة".

وأضاف البيان أن القرضاوي سيغادر العاصمة القطرية الدوحة الأربعاء باتجاه العاصمة الماليزية كوالالمبور لاستلام الجائزة، كما سيلقي هناك محاضرات ويلتقي شخصيات ومسؤولين وعلماء.

وقد أطلقت الحكومة الماليزية هذه الجائزة منذ العام 1987 وتمنحها بداية كل عام هجري لشخصية ممن ترى أنهم قدموا خدمات للأمة الإسلامية، سواء في ماليزيا أو على المستوى العالمي.

وتعد هذه ثامن جائزة عالمية تمنح للقرضاوي بعد جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي عام 1991، وجائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية عام 1994، وجائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا للعام 1996م.

كما منح القرضاوي جائزة من سلطنة بروناي في الفقه الإسلامي عام 1997م، وجائزة سلطان العويس في الإنجاز الثقافي والعلمي لسنة 1999م، وجائزة دبي للقرآن الكريم فرع شخصية العام الإسلامية عام 2001، وجائزة الدولة التقديرية للدراسات الإسلامية من دولة قطر للعام 2008م.

14 November 2009

الكرة في الإسلام بقلم د. راغب السرجاني

الكرة في الإسلام بقلم د. راغب السرجاني
هذا أحد المقالات التي كتبها الدكتور راغب السرجاني منذ فترة وأحببت التذكير به لأهميتة

شُغِل الرأي العام في مصر والعالم العربي على مدار عشرين يومًا تقريبًا بمباريات كأس الأمم الأفريقية، ثم بالاحتفالات العارمة بفوز الفريق المصري ببطولتها، وهذا يدعونا إلى الحديث عن هذه القضية الحسَّاسة، وهي قضية كأس الأمم الإفريقية، أو فلنقل: قضية الكرة في الإسلام.
ولكن لماذا هذه القضية حساسة؟
والإجابة التي نجدها هي أنها حساسة؛ لأن الناس وقفوا منها على طرفي نقيض؛ فمنهم من تحمَّس كل الحماس، وسعد كل السعادة، وتجاوز في سعادته حدود المألوف، ومنهم من أنكر كل هذا بالكُلِّيَّة، وقال: إن الاحتفال بهذه المناسبات غير جائز؛ فالأمة أزماتها كثيرة، ومن ثَمَّ فليس هناك محل للاحتفال بينما المسلمون يُذبحون.
والبون بين الفريقين شاسع؛ إذ كل فريق قد أبعدَ في رأيه وموقفه، ولكننا نرى أن الموقف الصواب هو في الوسط؛ فالإسلام دين الوسطيَّة، يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143].
ومن الأمثلة على ذلك قضية المِزَاح والضحك في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فبعض الناس يفهم من مزاحه صلى الله عليه وسلم، أنه ليس هناك ضيرٌ في المزاح، ويستشهد ببعض مواقف من حياته صلى الله عليه وسلم، بينما البعض الآخر ينظر لمواقف أخرى، وأحاديث مثل: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ" فلا يسمحون بالمزاح، ويرونه مخالفة للسنة المطهرة؛ ومن ثَمَّ يعتمدون العبوس في وجه الناس.
وكلا الطرفين - في الحقيقة - مخالفٌ للسُّنَّة.
أما السنة الصحيحة؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان يمزح قليلاً، ولكنه لم يكن يتجاوز في مزاحه حدود الشرع؛ فلا يكذب ولا يسخر ولا ينتقص من أحد، وكذلك كان دائم الابتسام كما قال عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ؛ إذ قَالَ: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وكما قال جرير بن عبد الله: "مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ، وَلا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ"، وأحيانًا كان يضحك حتى تظهر نواجِذُه، ولم يكن هذا الابتسام مقرونًا فقط بمواطن السكينة والأمن والسلام والرخاء، بل يكون أحيانًا في الأزمات، وقد يكون كذلك عند حدوث خطأ من بعض الصحابة.
إذن لا نستطيع أن نقدِّر الوسطية بناءً على مقاييسنا نحن، بل ينبغي أن نقدِّر بناءً على دراسة حياة القدوة صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
ومن هنا وقبل أن نفتح ملف الرياضة عامَّة، والكرة بصفة خاصَّة، وكأس الأمم بصفة أخص.
تعالوا نُجب على سؤال مهم، وهو: هل الرياضة حلال أم حرام؟

الكرة في الإسلام بقلم د. راغب السرجاني
قد يرى البعض السؤال غريبًا، ولكن إجابته ستأتي مفاجأة لكثيرين؛ فإني أرى أن الرياضة يعتريها الأحكام التكليفية الخمسة: الوجوب، والندب (الاستحباب)، والإباحة، والكراهة، والتحريم؛ فهي واجبة للجنود الذين يجب أن يمارسوها استعدادًا للجهاد في سبيل الله تعالى.
وهي مندوبة لمن في جسده ضعف، ويريد تقويته.
وهي مباحة لمن كان يمارسها للتسلية.
وهي مكروهة إن كانت تضيع أوقاتًا طويلة، ولكنها لا تضيع الفروض والطاعات.
وهي حرام إن أضاعت وقت العبادات، وإن مارستها النساء أمام الرجال، وحرام كذلك إن مارسها الرجال وهم يرتدون ملابس تحدِّد عورتهم؛ كزي السباحة المعمول به في البطولات، وكذلك تكون حرامًا إن خالطها رهانات، أو لعب ميسر.

والآن تعالوا نحلِّل معًا ما حدث في كأس الأمم من إيجابيات لنشكر من قام بها، ثم نستفيد منها، وكذلك نرصد السلبيات لنتلافاها في المستقبل؛ فمن الإيجابيات:

أولاً: وجود جهد بُذِل، ونظام وُضِع، وإنجازٍ تحقق، خاصَّةً من المدير الفني حسن شحاتة ولاعبي الفريق.
ثانيًا: تمكُّن رُوح الفريق عند اللاعبين (والحقيقة أني لم أشاهد أية مباراة لضيق الوقت، ولكنَّ هذا ما نُقِل لي).
ثالثًا: كان من اللافت أن معظم الأحاديث الصحفية التي تمت مع اللاعبين أنهم كانوا يُنسِبون الفضل لله عزَّ وجلَّ.
رابعًا: السمت العام للفريق هو الالتزام،

إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
الكرة في الإسلام بقلم د. راغب السرجاني

وله بعض الشواهد مثل: السجود الجماعي عند الأهداف، تملُّك الأعصاب وعدم انفلاتها، والقيام بالتبرع لبناء مسجد في كوماسي. وقد انتقلت هذه الروح لبعض لاعبي الفرق الأخرى كغانا.
خامسًا: موقف (أبو تريكة) بالتذكير بالتعاطف مع غزة، بينما الكل منشغل بالمباراة، وقد نسوا محنة المسلمين هناك .
سادسًا: التعاطف الشعبي، والإجماع العربي على ذلك؛ حتى خرجت الجماهير تحتفل بفوز الفريق المصري في عديد من المدن العربية.
وقد كان هناك العديد من السلبيات أيضًا، أساءت للفرحة الجماهيرية العارمة، كان منها:

أولاً: التجاوز في مظاهر الاحتفال في الشوارع بشكل يظهر فساد الأخلاق، وعدم النظر مطلقًا لمصالح الغير، وكل هذا مغلَّف بغلاف الفرحة، ويتمثل ذلك في: (إغلاق الشوارع - الألعاب النارية - التحرُّش بالفتيات - تكسير السيارات - اختلاط الفتيات بالشباب في مظاهر الاحتفال بالشوارع).
ثانيًا: التجاوز في حد الفرحة في بعض المؤسسات الخاصة والحكومية أثناء المباراة النهائية، والأيام التالية؛ حتى ضيعوا أو كادوا يضيعون مصالح الناس.
ثالثًا: إظهار الفرحة العارمة دون اعتبار للظروف التي تمر بها الأمة؛ فكيف يكون شعور المضطهدين في العراق وأفغانستان عندما يرون هذه الاحتفالات؟!!
رابعًا: الإسراف الذي يبلغ حدَّ السفه في المكافآت المالية، وفي الإنفاق على الكرة بشكل عام؛ فظروف البلد الاقتصادية لا تسمح بذلك ولا عشر معشاره، وحتى لو سمحت الظروف؛ فالمال لا يُنفَق بهذه الصورة في مجالات الحياة الأخرى الأكثر أهمية؛ كالمجالات العلمية والطبية والغذائية والبنى التحتية، كما يجب مراعاة الحالة النفسية للشباب الذي يعاني معاناة اقتصادية شديدة من أجل الحصول على أساسيات الحياة رغم حصوله على مؤهلات دراسية متميزة، ثم يُفاجَأ بأن زميله الذي لم يحصل على نفس القدر من التعليم حصل على ملايين بسبب لعب الكرة.
واللافت أن بعض رجال الأعمال يقدِّم هدايا باهظة في هذه المناسبة، وأنا أرى أنه من الأفضل أن تُوجَّه قيمة هذه الهدايا إلى مشاريع تفيد المجتمع، أو إلى الكادحين في المصانع والمزارع، وإن كان لا بد فاعلاً فليكن بينه وبين اللاعبين، ولا داعي للدعاية إلا إذا كانت الدعاية هي الغرض الأساسي.
خامسًا: إنفاق الوقت الهائل في متابعة البطولة، وهذا الوقت ليس فقط وقت مشاهدة المباريات، وإنما يشمل الأستديو التحليلي بالساعات قبل المباراة وبعدها، والوقت المنفَق في الحوارات بين الناس حول المباريات، وانتظار البعض لقدوم طائرة الفريق بالساعات بل والمبيت في المطار في انتظار اللاعبين، ولو افترضنا أنه انتظرهم ألف شخص فقط لمدة عشر ساعات؛ فهذه عشرة آلاف ضاعت على المسلمين.

والآن لابد أن نسأل هذا السؤال: لماذا حدثت هذه السلبيات؟
والإجابة التي لن نختلف عليها هي:
أولاً: لخلل في الأولويات على المستوى الشخصي والمستوى الحكومي،

إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
الكرة في الإسلام بقلم د. راغب السرجاني

ومستوى الأمة بشكل عامح فأصبح الفرد في الأمة يترك ما هو واجب عليه، ويتعلق بضروريات حياته، ومستقبله هو وأسرته؛ ليفعل ما لا ينبني عليه فائدة، ولا يعود عليه بمصلحة ما.

ثانيًا: لكثرة الإحباطات، وعدم وجود نجاح متميز في مجال آخر أهم؛ فالأمة تعاني من الفشل في مجالات عِدَّة، وما زلنا منذ سنوات تغيب جامعات الدول المسلمة عن تصنيف أفضل خمسمائة جامعة في العالم، وما زلنا أيضًا متأخرين في الصناعة، ونعتمد على إنجازات غيرنا، وكذلك في عديد من المجالات؛ لذا تهلل الجميع لتحقيق تقدم وانتصار في مجال ما، ولو كان ترفيهيًّا.

ثالثًا: غياب الوعي الديني الصحيح الذي يضبط تفكير المسلم، ويوجهه إلى معالي الأمور، ويضع كل أمرٍ في مكانه.
رابعًا: الشحن الإعلامي الهائل قبل وأثناء وبعد هذه الاحتفاليات؛ فوسائل الإعلام تعاملت مع البطولة، وكأنها فتح عظيم، أو لعلها كانت تريد إلهاء الناس عما يجب أن يشغلهم حقيقة.
وأخيرًا
أود أن أقول: نحن لسنا ضد الرياضة، ولا ضد الفرحة والانتصار، ولكن يجب أن نضع هذا في إطار الصورة العامة المتكاملة للمسلم الملتزم الذي يمارس رياضة، أو يحب مشاهدتها على سبيل الترفيه، ولكن في نفس الوقت يحافظ على وقته، ويحترم وقت غيره، ويتفوق في مجال دراسته، ويبدع في مجال الأخلاق. المسلم الذي يقرأ عن الإسلام، وعن أحوال المسلمين أضعاف ما يقرأ عن الرياضة وأخبار اللاعبين.
وكلمة أخيرة إلى كل لاعب: إنك تستطيع بأخلاقك والتزامك وجديتك أن تكون داعيةً إلى الله، بل وتصل بدعوتك إلى شرائح من المجتمع لا يصل إليها كبار الدعاة والعلماء، وهذه منحة من الله َّعزَّ وجلَّ ينبغي أن تشكره وتحافظ عليها.
نسأل الله عزَّ وجل التفوق والفلاح للأمة الإسلامية جميعًا.
المقال على هذا الرابط الكرة في الإسلام د.راغب السرجاني

26 Oktober 2009

هل يمكن أن يهدم الأقصى ؟!

هل يمكن أن يهدم الأقصى ؟! بقلم د. راغب السرجاني

انشغل المسلمون في الأسابيع السابقة بقضية الأقصى، وثارت تساؤلات خطيرة بين أوساط عموم المسلمين، وكان من أهمها: هل من الممكن أن يُهدم الأقصى؟ ولماذا يُحْدِث اليهود هذه الضجة الإعلامية الكبيرة حول هدم الأقصى؛ إن كانوا بالفعل يريدون هدمه؟ وهل الوسيلة الفعالة لهدم الأقصى هي حفر الأنفاق تحته، أم إنه من المحتمل أن تُلقي عليه قنبلة أو يُقذف بدبابة؟ وما المتوقع أن يحدث إذا هُدم الأقصى بالفعل؟
إنها تساؤلات خطيرة وحرجة، ولعل الإجابة عليها تُبَصِّرنا بطبيعة المرحلة وطبيعة اليهود، وكذلك بطبيعة الجيل الذي يستحق أن يُحَرِّرَ الأقصى.
إن هدم الأقصى عمل له آثار هائلة وضخمة، وقد تكون سلبياته على اليهود أكثر من إيجابياته؛ ولذلك يسير اليهود وفق هذه الخطة الخبيثة التي تهدف إلى هدمه بأقل أضرار ممكنة.. فهم يُحْدِثون هذه الضجة الإعلامية، ويتكلمون بوضوح عن أنفاقهم، ويُسَرِّبون إلى الجرائد والفضائيات بعض الصور، التي تؤكد وجود الأنفاق بالقرب من الأقصى؛ كل هذا لتحقيق أهداف كثيرة؛ لعل من أهمها هدفين:
أما الهدف الأول: فهو تعويد المسلمين على مسألة هدم الأقصى، فكلما طرقت قضية هدم الأقصى مسامع المسلمين تعوَّدوا عليها، وصارت الكلمة مألوفة وغير مستهجنة، فإذا حدث الهدم الحقيقي للأقصى لم يُحَرِّك ذلك المسلمين بالصورة المطلوبة، وهذا يُشبه التطعيم الذي يقوم به الأطباء للوقاية من الأمراض، فنحن في التطعيم قد نقوم بحقن الإنسان بميكروب تم إضعافه في المعمل؛ حتى يتعوَّد الجسم عليه، ويتعرَّف على طبيعته، فإذا حدث يومًا ما أن هاجم الميكروب الحقيقي الجسم، لم يُحْدِث الآثار الخطيرة التي تنتج عادة من هجومه.. فاليهود يقومون بتطعيم المسلمين بهذه الأخبار المتدرجة عن موضوع هدم الأقصى، فإذا تم الهدم بالفعل بعد عام أو عامين أو عشرة، لم ينزعج المسلمون الانزعاج المطلوب، ويمرُّ الأمر بسلام على اليهود..
هذا هدف..
أما الهدف الثاني: فهو قياس رد فعل المسلمين عند إثارة القضية؛ فاليهود يخشون من ردَّة فعل المسلمين، التي من الممكن أن تطيح بالوجود اليهودي في القدس، بل وفي فلسطين؛ ولذلك فهم يُسَرِّبون هذه الأنباء المتدرجة إلى وسائل الإعلام، ويقيسون ردود الأفعال الإسلامية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع، وهذا القياس يكون بصورة علمية مدروسة؛ يستطيعون بها توقُّع ردِّ فعل المسلمين إن هُدِم الأقصى بالفعل، فإن شعر اليهود أن الأمر سيكون خارج السيطرة أجَّلُوا الهدم، وإن رأوا أن ردَّ الفعل لن يكون خطيرًا قاموا بهدمه وهم آمنون.
ولذلك فإن المسلمين جميعًا مطالبون بإظهار ردِّ فعل قوي وبارز، بل ومبالغ فيه؛ حتى يرهب اليهود ويردعهم، ويُؤَجِّل خططهم أو يُفَشِّلها، وبغير هذا التفاعل فإن فكرة هدم الأقصى ستتزايد في أذهان اليهود، حتى تتحول إلى أمر واقعي نراه جميعًا..
ولعل سائلاً يسأل: ولماذا يريد اليهود هدم الأقصى تحديدًا؟ ولماذا يُهَيِّجُون عليهم أمة الإسلام؟ وهل لا يكفيهم احتلال فلسطين بكاملها، حتى يفكروا في هدم الأقصى كذلك؟!
إن الحجة المعلنة للعالم أنهم يبحثون عن هيكلهم تحت المسجد الأقصى، وانشغل العالم والمسلمون معهم بتوقع مكان الهيكل، وهل هو موجود فعلاً تحت المسجد الأقصى، أم إنه موجود تحت مسجد قبة الصخرة، أم إنه موجود على جبل الهيكل، أم غير ذلك من الأماكن التي يطرحها الباحثون والمحللون.
وواقع الأمر - الذي أقتنع به تمامًا- هو أنه ليس هناك هيكل من الأساس!! فليس هناك أي دليل علمي يُثبت وجود هذه الأسطورة اليهودية، وليست التوراة المحرفة بدليل؛ فاليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً، كما إنه من المعلوم أن الأقصى قديم جدًّا، وأنه بُني بعد الكعبة بأربعين سنة؛ كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قال: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ". قال ثم أي؟ قال: "الْمَسْجِدُ الأَقْصَى". قال: كم بينهما؟ قال: "أَرْبَعُونَ سَنَةً"[1].
والعلماء يختلفون في بداية بناء الكعبة، ومن ثم الأقصى، ولكنه على كل حال قديم جدًّا، وقد يكون من بناء الملائكة، أو آدم عليه السلام، أو إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ولذا فالأقصى كان موجودًا حتمًا في زمن داود وسليمان -عليهما السلام- وهو دار عبادة للموحدين والمؤمنين، وليس من المعقول أن يترك داود أو سليمان -عليهما السلام- هذا المكان المقدس ليبنيا مكانًا خلافه لعبادة الله فيه، وأما الحديث الذي رواه النسائي وأحمد وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وقال فيه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللهَ ثَلاثًا..."[2]. إلى آخر الحديث، فإن هذا الحديث يتحدَّث عن تجديد سليمان عليه السلام لبناء الأقصى، الذي مرَّت سنوات عديدة وطويلة على بنائه، وهو تصريح من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سليمان بني بيت المقدس ولم يَبْنِ هيكلاً خاصًّا.. وكلام رسولنا صلى الله عليه وسلم مُقَدَّم عندنا على التوراة المحرفة، ومع ذلك فنحن نعلم أن اليهود لن يُصَدِّقوا بهذا، ولو صدقوه لن يعلنوا هذا التصديق، وتبقى القوة هي العامل الوحيد الذي يحافظ على الحقوق، فنحن نقول: إنه مسجدنا. وهم يقولون: بل هو هيكلهم. ولا مجال هناك للوثائق التاريخية أو البحوث الأثرية، إنما الأمر في الأساس أمر عقائدي، وستنجح خطة الأقوى عقيدة في هذا المجال..
ونعود للسؤال: لماذا يريد اليهود هدم الأقصى؛ إذا كانوا يعلمون في حقيقة الأمر أنه لا وجود للهيكل، لا في هذا المكان ولا في غيره؟!
والواقع أن اليهود يعلمون أن الأقصى بالنسبة للمسلمين كالراية بالنسبة للجيش؛ فالراية في الجيوش تُعْطَى لأشجع الشجعان، ولأقوى الأفراد والقبائل؛ لأن استمرار ارتفاع الراية فيه تحميس وتشجيع للجيش كله، أما سقوط الراية فهو يهزُّ الجيش كله، وليست القضية سقوط جندي من الجنود له بدائل كثيرة في الجيش، إنما القضية قضية رمز كبير وقع، وإن كان الجيش قَبِلَ بسقوط الراية فهو سيقبل بما هو بعد ذلك في غالب الأمر، وكذلك الأقصى؛ فلو سقط الأقصى يتوقع اليهود أن تنهار معنويات المسلمين، ومن ثَمَّ يمكن أن تسقط كل مقاومة في فلسطين، بل وتسقط مقاومة المسلمين للمشروع الصهيوني في كل أنحاء العالم الإسلامي، ولا ننسى أن احتلال المسجد الأقصى في بداية الحروب الصليبية أدى إلى انهيار معنويات المسلمين لعدة عشرات من السنين، وهذا ما يتوقع اليهود ويسعون في تحقيقه الآن..
والسؤال الذي سيتبادر إلى الذهن مباشرة هو: هل يمكن أن يُهدم الأقصى فعلاً؟
والإجابة الصادمة للكثيرين: إنه يمكن أن يُهدم فعلاً، بل إن هذا أمر وارد جدًّا! وليس هذا من قبيل التشاؤم والإحباط، ولكن من قبيل قراءة الأحداث واستقراء المستقبل، وكذلك لدراسة الوسائل التي تمنع من حدوث هذه الكارثة المهولة..
إننا -أيها الأخوة والأخوات- لسنا في زمان أبرهة.. لقد هاجم أبرهة الكعبة بجيشه؛ فأرسل الله عز وجل الطير الأبابيل لتحمي البيت الحرام، أما وضعنا بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمختلف؛ فالطير الأبابيل أو الجنود التي يُرسلها رب العالمين - أيًّا كانت هذه الجنود- لن تأتي إلا إذا قَدَّم المسلمون جهدًا وجهادًا، وبذلاً وعطاءً، ومالاً ونفسًا، وغاليًا ونفيسًا..
إن السُّنَّة الماضية الآن هي: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، وبغير هذا الشرط لن تتحقق النتائج، وإن تقاعسنا عن نصرة دين الله عز وجل، فإن الكوارث ستحلُّ علينا من كل جانب، وعندها يمكن أن يُهدم الأقصى، ويمكن أن يُطْرَد المسلمون من القدس بكاملها، ويمكن أن تُصبح القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ويمكن أن يطول الاحتلال ويستمر لعشرات سنين أخرى، ولقد هاجم القرامطة الملاحدة الكعبة بيت الله الحرام في عام 317 هجرية، ونجحوا في سرقة الحجر الأسود من الكعبة، وأرسلوه إلى عاصمتهم هجر (بالمنطقة الشرقية في السعودية الآن)، وظل الحجر الأسود مسروقًا لمدة 22 سنة كاملة، حتى سنة 339 هجرية!
إن تَقَاعُسَ المسلمين أدَّى إلى إصابتهم في سويداء قلوبهم، فدُمرت الكعبة، وسُرق الحجر الأسود، وعُطلت شريعة الحج عدة سنوات، وبعدها في أواخر القرن الخامس الهجري سقط الأقصى في براثن الصليبيين، وتحول إلى إسطبل للخيول، ثم إلى مخزن للغلال، وظل في هذا الأسر البغيض أكثر من تسعين سنة متصلة..
إذًا وارد جدًّا أن يُهدم الأقصى..
نقولها بكل الألم.. بل إنني أقول: إنه لولا الجُبن الذي اشتهر به اليهود لكان هدمه قد حدث منذ عدة سنوات..
إنني أعلم أن هذا الكلام سيؤلم الجميع، لكنني لا أحب التخدير الفارغ، كما لا أحب الرقود والاستكانة والذل والإحباط.. إنني أقول هذه الكلمات الصريحة؛ لأَخْلُص إلى بعض النقاط، التي أحسبها في غاية الأهمية للأمة في هذه المرحلة:
أما النقطة الأولى: فهي أنه ليس الفلسطينيون وحدهم هم المعنيون بقضية الأقصى؛ فالأقصى، بل والقدس، بل وفلسطين بكاملها، ليست كلها قيمة فلسطينية فقط، إنما قيمة إسلامية عالية جدًّا، ولا بُدَّ أن يعلم المسلمون جميعًا أن المساس بهذه المقدسات هو مساس بكرامة الأمة الإسلامية كلها، وأن الله عز وجل سيسأل الأمة بكاملها رجالاً ونساءً، حكامًا ومحكومين، فلسطينيين وغير فلسطينيين، عربًا وعجمًا.. سيسألهم جميعًا عن هذه القضية المحورية في حياة الأمة..
وأما النقطة الثانية: فإننا وإن كنا نعطي هذه القيمة الكبيرة للمسجد الأقصى، إلا أن هناك قيمة أعلى لا بُدَّ أن نثور للمساس بها، ولتكن ثورتنا هذه أعظم من ثورتنا للمسجد الأقصى، وهذه القيمة هي أرواح المسلمين التي تُزهق في فلسطين صباح مساء!
إن الدماء التي تسيل بغزارة في أرض فلسطين لهي أغلى عند الله وأثمن من المسجد الأقصى، بل ومن المسجد الحرام! وليس هذا كلامي إنما كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده الصحابة الكرام.. فقد روي ابن ماجه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، ويقول: "مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا"[3]. ونفس الكلام نُقل من كلام عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- نفسه[4]، فلا يجوز لنا إذًا أن نهتزَّ لحفر الأنفاق تحت الأقصى فقط، ولكن يجب أن يكون اهتزازنا أشدَّ وأقوى إذا رأينا أكثر من 360 مسلمًا يموتون في غزة من سنة 2007م إلى الآن من جرَّاء الحصار، والآلاف يموتون في قصف غزة في حربها الأخيرة، بل يجب أن يكون ردُّ فعلنا شديدًا ومهولاً إذا أُزهقت رُوح واحدة بريئة في أرض فلسطين، أو في غيرها من بقاع العالم، ولا أدري كيف يطيب لنا عيش، وكيف نستمتع بطعام وشراب، وكيف يغلبنا النعاس، ونحن نسمع ونشاهد ما يجري لإخواننا وأخواتنا وأبناء عقيدتنا، وهم يُطحنون بالآلة اليهودية المجرمة..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"[5].
فلا بُدَّ لنا أن نعي وزن الأمور بميزان الإسلام، وبمعايير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندها ستتضح لنا الرؤية، وتظهر لنا الحقائق..
والنقطة الثالثة التي أودُّ الإشارة إليها، هي أنه مهما ساءت الأوضاع، وأظلمت الدنيا فإن العاقبة في النهاية للمتقين، وسيأتي زمان يعود فيه الأقصى حرًّا للمسلمين، بل ستعود فلسطين بكاملها بإذن الله.. لا نَشُكُّ في ذلك قيد أنملة، بل إننا نرى أن الشك في هذا الأمر خطيئة لا تغتفر، فالله عز وجل يقول في كتابه: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [الحج: 15]. إن الشك في نصر الله شكٌّ في قدرة الله، وهو خلل عقائدي غير مقبول من مؤمن، ولا نتوقعه من صالح..
أما النقطة الرابعة والأخيرة في هذا المقال: فهي أن الكرة في ملعب المسلمين، وليست أبدًا في ملعب اليهود؛ فالذي يؤثِّر في الأحداث ويُسَيِّرها ليس الجبروت اليهودي ولا القوة الصهيونية، إنما العامل الرئيس والأساس يعود إلى المسلمين أنفسهم، فنحن لا نُهزم بقوتهم ولكن بضعفنا، ولو عدنا إلى الله عز وجل عودة كاملة لنصرنا الله نصرًا مؤزَّرًا، ولرأينا أضعاف أضعاف ما نتمنى من انتصارات ونجاحات، ولانتهى الكابوس اليهودي، الذي أزعجنا في هذه السنوات السابقة..
ولست أعني بالعودة إلى الله عز وجل اللجوء إلى المساجد فقط، أو الاعتماد على الدعاء وكفى، أو حتى الجهاد بالمال ومقاطعة البضائع اليهودية والأمريكية، إنما أقصد عقيدة سليمة، وأخلاقًا حميدة، ونية صادقة، وعملاً صالحًا، وعلمًا نافعًا، وجهادًا مستمرًا، ووحدة لا شقاق فيها، وأملاً لا يأس فيه.
إن الأقصى لا يُحَرَّر بقوم خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا، إنما يُحَرَّر بقوم باعوا دنياهم، واشتروا الجنة، وأعرضوا عن رضا الناس، وبحثوا عن رضا الله، وتركوا مناهج الدنيا، وتمسكوا بالقرآن والسُّنَّة، وهؤلاء لا يخلو منهم -بإذن الله- زمن من الأزمان، فأبشروا أيها المؤمنون، فإن نصر الله قريب، ودين الله غالب، ولو كره المشركون.
ونسأل الله عز وجلأن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.
د. راغب السرجاني

[1] البخاري: كتاب الأنبياء، باب {يَزِفُّونَ} [الصافات: 94] النسلان في المشي (3186)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة (520).

[2] سنن النسائي: كتاب المساجد، فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه (693)، وسنن ابن ماجه (1408) واللفظ له، ومسند أحمد بن حنبل (6644)، صححه الألباني، انظر: صحيح الجامع (2090).

[3] سنن ابن ماجه: كتاب الفتن، باب حرمة دم المؤمن وماله (3932).

[4]ذكر الترمذي قول عبد الله بن عمر في حديث رقم (2032).

[5]البخاري: كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم (5665)، ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم (2586).



المقال في باب بين التاريخ والواقع على الرابط:
هل يمكن أن يهدم الأقصى ؟! بقلم د. راغب السرجاني
للتعليق والمشاركة - وجزاكم الله خيرًا

25 Oktober 2009

Arabic 201: Unit 8 - Lesson 2 - Time

منتصف النهار noon
منتصف الليل midnight
صباحاً a.m.
بعد الظهر p.m.
أنا انظف اسناني قبل 9:30 مساءً I brush my teeth before 9:30pm.
أتناول الطعام قبل السابعة مساءً I eat before 7:00pm.
اتناول الطعام بعد السابعة مساء I eat after 7:00pm.
أنظف أسناني بعد التاسعة و النصف مساءً. I brush my teeth after 9:30pm.
أذهب للفراش قبل العاشرة مساء I go to bed before 10 p.m.
أذهب الى الفراش بعد العاشرة مساء I go to bed after 10 p.m.
اشاهد التلفزيون قبل السادسة مساء I watch television before 6 p.m.
أشاهد التلفاز بعد السادسة مساء I watch television after 6 p.m.
لدى اجتماع قبل الظهر I have a meeting before noon.
لدى اجتماع بعد الظهر I have a meeting after noon.
أنا ذاهبة إلى المتجر بعد الواحدة ظهراً I am going to the store after 1 p.m.
سأذهب للسوق التجارى بعد الخامسة مساء I am going to the mall after 5 p.m.
ينبغي علي الذهاب للمصرف قبل الخامسة مساءً I need to go to the bank before 5 p.m.
انا بحاجة ان اذهب الى المتجر قبل الواحدة مساء I need to go to the store before 1 p.m.
ساعود الى المنزل بعد منتصف الليل I will come home after midnight.
سأعود إلى البيت قبل منتصف الليل I will come home before midnight.
انهم يبدؤون السباق They are starting the race.
ينهي السباق He is finishing the race.
هنا تبدأ حياتك You start life here.
تَنتهي حياتكً هنا. You finish life here.
أنا ابدأ بتناول العشاء I am starting dinner.
أنا انهي تناول العشاء I am finishing dinner.
ابدأ بالتنظيف الآن I am starting to clean now.
انتهيت من التنظيف الآن I am finished cleaning now.
أنا أبدأ العمل قبل الثامنة صباحا I start work before 8 a.m.
أنا أنهي العمل بعد السابعة مساءً I finish work after 7 p.m.
أبدأ المدرسة قبل التاسعة صباحا I start school before 9 a.m.
أُنهي المدرسة بعد الثالثة مساءً I finish school after 3 p.m.
متى وقت الغداء؟بعد الظهر What time is lunch? After noon.
متى موعد الغداء؟ الحادية عشرة صباحاً What time is lunch? 11 a.m.
متى ستعود إلى البيت؟ قبل منتصف الليل What time are you driving home? Before midnight.
متى ستعود إلى البيت؟ بعد منتصف الليل What time are you driving home? After midnight.
متى تذهب للفراش؟ قبل العاشرة مساء When do you go to bed? Before 10 p.m.
متى تذهب للفراش؟ بعد العاشرة مساء When do you go to bed? After 10 p.m.
متى ستذهب الى البنك؟ بعد 1 مساءً When are you going to the bank? After 1 p.m.
متى ستذهب للبنك؟ قبل الواحدة مساء When are you going to the bank? Before 1 p.m.